إبن خلكان
إبن خلكان
اسمه وكنيته قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان هو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان يكنى"أبو العباس" مؤرخ وقاض وأديب يعد من اعلام مدينة دمشق، وهو صاحب كتاب وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان وهو أشهر كتب التراجم العربية، ومن أحسنها ضبطا وإحكاما.
ولد في العراق أربيل سنة 608 هـ/1211 م، وعاش واستقر في دمشق، واقام فيها وكانت حياته حتى وفاته في دمشق، ونبغ في الاحكام والفقه وأصول الدين وعلومه وعرف من اعلام دمشق وشيوخها فولاه الملك الظاهر قضاء الشام، وعزل بعد عشر سنين. تولى التدريس في مدارس دمشق وكان من الأعلام، وتوفى ودفن في سفح جبل قاسيون بدمشق سنة 681 هـ/1282 م.
من علماء الكورد الكرام أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان بن خليل بن باوك بن عبد الله بن شاكل بن الحسين بن مالك بن جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك بن نشتاسف بن خاماس البرمكي، أبو العباس، شمس الدين، الإربيلي، الزرزاري، الكردي، قاضي القضاة.
وقد صرح ابن خلكان بنفسه لابنه موسى أن قبيلته التي ينتسب إليها هي (الزرزارية) وهي قبيلة كردية معروفة كانت تسكن مدينة إربيل ونواحيها في كوردستان العراق.
ولد بإربيل سنة 608 (1211 م) في أسرة اشتهرت بالفقه والعلم والفضل، وقد عرفت الأسرة باسم رأسها خلكان الذي كان يسكن قرية من قرى إربيل نسبت إليه وعرفت باسمه كما يذكر ابن المستوفي، وكان أول من عرف بالفقه والفضل من هذه الأسرة هو أبو بكر بن خلكان (المتوفى سنة 525) وقد ذكر ابن خلكان أن جده هذا كان تلميذاً لأبي اسحق الشيرازي.
وقد كان والده الشيخ محمد بن أبي بكر (ت 610) يدرس في مدرسة الملك المعظم بإربيل التي تعرف بالمظفرية، كما ذكره ابن خلكان في ترجمة أحمد بن موسى الإربيلي، وكان يجد رعاية ومودة من الملك المظفر، وبدت هذه الرعاية أكثر عندما اعتنى بأسرته من بعده مما يسر للمتـرجم له أن يتابع مسيرته العلمية كما يشير إلى ذلك بنفسه عند ترجمته له في الوفيات.
سمع المتـرجم له على محمد بن المكرم البغدادي الصوفي صحيح البخاري بسماعه من أبي الوقت السجزي، وله إجازة من المؤيد الطوسي وجماعة.
تفقه على الكمال بن يونس بالموصل، وعلى بهاء الدين بن شداد بالشام، وأقام مدة بمصر، وناب في الحكم، ثم ولي قضاء دمشق عشر سنين حتى عزل بعز الدين ابن الصائغ في سنة 696، فمكث معزولا سبع سنين، ثم أعيد الى قضاء دمشق.
وهو أول من جدد في أيامه قضاء القضاة من سائر المذاهب، فاشتغلوا بالأحكام بعدما كانوا نوابا له، وقد كان المنصب بينه وبين ابن الصائغ دولاً، يـعـزل هذا تارة، ويولى هذا، ويعزل هذا، ويولى هذا. وقد درس ابن خلكان في عدة مدارس لم تجتمع لغيره، ولم يبق معه في آخر وقت سوى الأمينية وبيد ابنه كمال الدين موسى النجيبية.
توفي ابن خلكان بالمدرسة النجيبية المذكورة، بإيوانها يوم السبت آخر النهار في السادس والعشرين من رجب سنة 681 (1282 م)، ودفن من الغد بسفح قاسيون، عن ثلاث وسبعين سنة.
- أقوال علماء فيه
+ قال ابن كثير في البداية 17/588: ابن خلكان قاضي القضاة شمس الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان الشافعي أحد الأئمة الفضلاء بدمشق والسادة العلماء والصدور الرؤساء وهو أول من جدد في أيامه قضاء القضاة من سائر المذاهب فاشتغلوا بالأحكام بعد ما كانوا نوابا له، وقد كان المنصب بينه وبين ابن الصائغ دولا يعزل هذا تارة ويولى هذا، ويعزل هذا ويولى هذا، وقد درّس ابن خلكان في عدة مدارس لم تجتمع لغيره ولم يبق معه في آخر وقت سوى الأمينية وبيد ابنه كمال الدين موسى النجيبية.
+ وقال الحافظ الذهبي: كان إماما فاضلا متقنا، عارفا بالمذهب، حسن الفتاوى، جيد القريحة، بصيرا بالعربية، علامة في الأدب والشعر وأيام الناس، كثير الاطلاع، حلو المذاكرة، وافر الحرمة، من سروات الناس، كريما، جوادا، مُمَدّحا، وقد جمع كتابا نفيسا في "وفيات الأعيان".
وقال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب 7/648: ومن محاسنه أنه كان لا يجسر أحد أن يذكر أحدا عنده بغيبة.
+ قال الشيخ تاج الدين الفزاري في تاريخه: كان قد جمع حسن الصورة، وفصاحة المنطق، وغزارة الفضل، وثبات الجأش، ونزاهة النفس.
+ وقال الذهبي: كان إماما فاضلاً، متقناً، عارفاً بالمذهب، حسن الفتاوى، جيد القريحة، بصيراً بالعربية، علامة في الأدب والشعر وأيام الناس، كثير الاطلاع، حلو المذاكرة، وافر الحرمة، من سروات الناس، كريماً، جواداً، ممدحاً.
وقد جـمـع كتاباً نفيساً في تراجم الأعيان، سماه: (وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان)، وقد طبع في سبع مجلدات .
ولله در القائل:
مازلت تلهج بالأموات تكتبهـا فقد رأيتك في الأموات مكتوبا
ومن محاسنه أنه كان لا يجسر أحد أن يذكر أحدا عنده بغيبة، حكي أنه جاءه إنسان فحدثه في أذنه أن عدلين في مكان يشربان الخمر، فقام من مجلسه، ودعا برجل، وقال: اذهب إلى مكان كذا، وأمر من فيه بإصلاح أمرهما، وإزالة ما عندهما، ثم عاد فجلس مكانه إلى أن علم أن نقيبه قد حضر، فدعا بذلك الرجل وقال: أنا أبعث معك النقيب، فإن كنت صادقاً ضربتهما الحد، وإن كنت كاذباً أشهرتك، وقطعت لسانك، وجهز النقيب معه، فلم يجدوا غير صاحب البيت، وليس عنده شيء من ذلك، فأحضر الدرة، وهدده، فشفع النقيب فيه، فقبل شفاعته، ثم أحضر له مصحفاً، وحلفه أن لا يعود يقذف عرض مسلم.
وله النظم الفائق فمنه قوله:
يـا سـادتـي إنـي قـنـعـت وحـقـكـم
في حـبـكـم مـنـكـم بـأيـسر مطلب
إن لـم تـجـودوا بـالـوصـال تـعـطـفا
وقـصـدتـم هـجـري وفرط تـجنـبـي
لا تـحـرموا عيـنـي القريـحة أن ترى
يوم الـخـمـيـس جـمالكم في الموكب
قـسـماً بوجدي في الـهـوى وتحرقي
وتـحـيـري وتـلـهـفي وتـلـهـبـي
لـو قلت لـي جد لـي بروحك لم أقف
فيـمـا أمـرت وإن شككت فـجـرب
وحـيـاة وجـهـك وهـو بـدر طـالـع
وبـيـاض غـرتـك الـتـي كـالـغـيـهب
وبـقـامـة لـك كـالـقـضـيـب ركبت
من أخطارها في الحب أصعب مركب
لـو لـم أكـن في رتـبة أرعى لـها الـ
عـهـد الـقـديـم صـيـانـة للمنصـب
لـهـتـكت ستـري في هواك ولذ لـي
خـلـع الـعـذار ولـج فيـك مـؤنـبـي
لـكـن خـشـيـت بأن تقول عـواذلـي
قـد جـن هذا الشيخ في هـذا الصـبـي
وله في ملاح يسبحون:
وسـرب ظـبـاء في غدير تـخالـهم
بـدوراً بـأفـق المـاء تـبـدو وتـغرب
يـقـول خـلـيـلي والغرام مـصـاحـبـي
أمـا لـك عـن هـذه الـصـبـابة مذهب
وفي دمـك المـطـول خـاضـوا كـمـا
ترى فقلت له دعهم يخوضوا ويلعبوا
المصدر : https://ar.wikipedia.org/wiki/ وشيء من التعديل
|