المواضیع التربویة و الدعویة
إني ذاهب الى ربي
إني ذاهب الى ربي 

محاضرة ألقاه الشيخ محمد حسين يعقوب عام1437 هجري لقد أعجبتني جداً وقررت أن تكون شعاري اليومي ومدى الحياة أقروها وأجعلوها شعاركم لعل الله يعفو عنا وعنكم ولا تنسونا بالدعاء, وقد قمت بكتابتها كما هي   . 
قال تعالى { إن كل من في السموات والأرض الا آت الرحمن عبداً} لقد أحصاهم وعدهم عداً و كلهم ىت يوم القيامة فرداً وقال ربنا جل جلاله { ياأيها الإنسان إنك كادح الى ربك كدحاً فملاقيه}  وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كل الناس يغدو) يصبح الصبح يخرج- يغدو أي يمشي والغدو الذهاب في الصباح- كل الناس يغدو فبائع نفسه, كل الناس تبيع نفسها ، كل الناس تخرج الصبح يبيع نفسه , كل الناس تبيع نفسها- كل يوم يبيع نفسه فمعتقها أو موبقها، أيها الأخوة نحن هنا قوم مسافرون ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مالي وللدنيا ما أنا في الدنيا الا كراكب استظل بظل شجرة ثم راح) نحن مسافرون( نحن قوم مسافرون) كرهاً لا طوعاً ، شئت أم أبيت مسافر , أنت ذاهب ، يقول ابن القيم رحمه الله )العبد منذ استقرت قدماه في هذه الدار فهو مسافر فيها الى ربه) كلنا مسافرين، مسافر الى ربه ومدة السفر هوعمرك الذي كتب لك، فالعمر مدة سفر الإنسان في هذه الدار الى ربه تعالى ثم قد جعلت الأيام والليالي مراحل السفرة ، كل يوم وليلة مرحلة فلا يزال يطوها مرحلة من مرحلة حتى ينتهي السفر فيسقط في القبر، انت ذاهب ذاهب، شئت أم أبيت هو أنت ذاهب، ذاهب الى من الى ربنا { ان الى ربك الرجعى} عمرك المحدود بأجله هو الرحلة، رحلة ليست بيدك توقيت انطلاقها ، فأنت لم تختر تاريخ ميلادك ، أو اخترتيوك الميلاد الذي مكتوب في بطاقى الهوية، هل أبوك أختاره لا وتأريخ سقوطك على ظهر الأرض لا أبوك ولا أمك اختاروه ولا أحد في هذه الدنيا أختاره، نحن نقول إن لحظة شهوة لا يدري أبوك ولا أمك ، بدأت حياتك ، هذه من عند ربنا وتاريخ الميلاد والولادة من عند ربنا جل جلاله ولا تاريخ انتهاءك ، يعني رحلة ليس بيدك توقيت انطلاقهاولا بيدك موعد وصوله، وهذه بيد ربنا ايضاً وليس بيدك ايقاف السير ولو لثانية واحدة مستحيل، هل تستطيع ايقاف الأرض عن الدورانن ايقاف الشمس عن الشروق والغروب ، الأرض غاربة حتماً والعمر راحل لا يستشيرك ، {يا أيها الأنسان انك كادح} تكدح الى ربك كدحاً فملاقيه، فأما لقاء المحبين و أما لقاء المحاربين، { يوم يحشر المتقين الى الرحمن وفداً ونسوق المجرمين الى جهنم ورداً} أما لقاء المحبين فتلقاه الملائكة هذا يومكم لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا وإما لقاء المحاربين{ الا لعنة الله على الظالمين}  ، انت راحل لا اختيار لك لكن بيدك ان تختار الإتجاه، أن توجه بوصلة حياتك لإتحاه أما معارج الدرجات أو مهاوي الدركات ،توجه إتجاهك أما طريق العالم العلوي أو طريق العالم السفلي، الأرض تدور مابين شروق وغروب وانما السعيد من حول الاتجاه الى أصل النور حيث الخلود الجميل الى الله ، أفتح عينيك وتدبر ثم أبصر فأنما النور واحد {الله نور السموات والأرض} احرص على تحديد الاتجاه فإذا السفر يتحول من وحشة مظلمة الى أٌنس عظيم بالله، نحن هنا لنوجه بوصلة حياتنا ونبدأ بعد ضبط البوصلة ومعرفة الأتجاه ، نبدأ فعلاً نتجه  الى{ إني ذاهب الى ربي} أجعله شعارك شعر هذه المرحلة{ إني ذاهب الى ربي} اني ذاهب، ولكن قبل ان تذهب يجب تضبط الاتجاه، ذاهب الى أين ،كيف تذهب{ إني ذاهب الى ربي} يقول ابن القيم( فالكيس الفطن هو الذي يجعل كل مرحلة نصب عينيه) ضبطت البوصلة وحدد الاتجاه،  اذا سافرت الى البلاد الاوروبية والغربية تبحث عن اتجاه القبلة والحمد لله في زمننا يوجد في التلفون اتجاه القبلة ، تخرج البوصلة وتتجه الى الله ثم تركز ، تجعل الاتجاه نصب عينيك ، هي هذه الذي قالها ربنا انما اعظكم بواحدة ان تقولول لله، ان تحدد البوصلة باتجاهك ثم تجعل هذا الاتجاه نصب عينيك ، كان شخص يمشي في هذا الاتجاه ويركز على الرفقة أمامه ندخلت برجله شوكة مال برأسه ليخرج الشوكة فرفع رأسه لم يرى الرفقة يمين شمال ينظر في جميع الاتجاهات رمل لا ساحل له ، لحظة واحدة، لا تغفل الف ميل قد بعد المنزل ، اذا حددنا  الاتجاه بالبوصلة فأجعل هذا الاتجاه نصب عينيك(فالكيس الفطن هو الذي يجعل كل مرحلة نصب عينيه) فيقطعها ويهتم بقطعها سالماً غانماً ، فاذا قطعها يوم وليلة جعل الاخرى نصب عينيه ولا يطول عليه الأمد فيقسو قلبه وتميد امله ويحضر بالتوسيف والتاخير والمطلي أجله ، المطلوب ان تجعل هذه المرحلة ان تجعل هذه المرحلة ان تعد تلك المرحلة الواحدة هي عمرك اذا أمسي لا تنتظر الصباح قل هذه آخر ليلة في حياتي واذا اصبحت فلا تنتظر المساء فهذا آخر يوم في حياتيفإذا تيقنت قصرها وسرعة انقضائها هان عليك العمل وطوعت لك نفسك بالإنقياد الى التزود، فاذا استقبلت المرحلة الأخرى استقبلتها كذلك فلا تزال كذلك حتى تلقى الله ، يوم بيوم وليلة بليلة ، كل ليلة أنظر في البوصلة قبل النوم{ إني ذاهب الى ربي} كلمة قالها سيدنا ابراهيم عليه السلام ، اخذناه منه { وقال إني ذاهب الى ربي سيهدين} انا اتوجه الى ربنا وهو يهدينى ، قال الله في الحديث القدسي( عبدي قم إلي أمشي إليك و إمشي أهرول إليك) إني ذاهب الى ربي اجعلها شعارك ليل ونهار تقول{ إني ذاهب الى ربي} إني ذاهب الى ربي جل جلاله  إني ذاهب الى ربي وبعد ذلك اريدها اليوم إني ذاهب الى ربي بنيتي ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ان العبد اذا نوى من اليل قيام تلك الليلة ثم اخذته عيناه حتى اصبح) ذهب عليه النوم قال الله لملائكته اكتب له قيام ليلته بنيته واجعلوا نومه صدقة مني عليه) نريد ننوي (اني ذاهب الى ربي ) وبعد ذلك لو نمت بالطريق تبقى صدقة من ربنا ، هيا قولوا{ إني ذاهب الى ربي} اللهم اقبلنا واعنا. أحبكم في الله
ر ، ن، م
1666 مشاهدة
9/9/2022 8:52:33 PM
الاقسام

© Copyright 2018 All Rights Reserved.