المواضیع التربویة و الدعویة
احلام اليقظة لدى المراهقين
احلام اليقظة بالإنجليزية  Day Dream)): 
هو إعمال الذهن في تحقيق الرغبات، بما يحقق إشباعاً على مستوى الخيال.
 إذ يلجأ الأشخاص إلى خيالهم، ويشردوا فيه، كي يحققوا إشباعاً لا يستطيعون  تحقيقه في الواقع  وأحلام اليقظة هي أحد أهم ما يتميز به الشباب من ظواهر نفسية, وعادة يمارس جميع الناس  أحلام اليقظة، ولكن من دون إغراق فيها.
فهي ملكة التفكير لدى الإنسان تجعله قادراً على التبحر في خيالاته وتصوراته وتختلف أحلام اليقظة عن الأحلام التي نراها خلال نومنا بأنّها صور وخيالات وأمنيات نتمنّى تحقيقها ونشاهدها خلال الوقت الذي نسرح فيه، وتعطينا الشعور بالمتعة والسعادة؛  بل ونغوص في تفاصيل هذه الأحلام وكأننا نشاهد فيلماً سينمائيّاً هذا إذا نظرنا إليها من منظورٍ إيجابيّ، وقد تعطينا الدافع لتحقيق أماني صعبة المنال.
أمّا من يغرقون في أحلام اليقظة، فإنهم يشكون من كثرة السرحان، وعدم تذكر الأشياء، والبطء في إنهاء المهام التي يريدون إنجازها.
 فمثلاً، يشكو الطالب الجامعي، أنه لا يستطيع التركيز أثناء المحاضرات، على الرغم من حضورها بانتظام، وعلى الرغم من محاولته الإنصات والانتباه للمحاضر. كما أنه عندما يجلس إلى كتابه، ليذاكر، فإنه يبدأ بقراءة وفهم بضعة سطور، ثم ينتبه فيجد الوقت وقد مر عليه طويلاً، من دون أن يقرأ غير هذه السطور القليلة. فيتساءل، بينه وبين نفسه ، أين كان؟  وماذا شغله خلال هذه الساعات؟  حيث كانت عيناه على سطور الكتاب، بينما عقله في عالم آخر.
إنه عالم الخيال الذي شرد إليه، فيلوم نفسه وخياله، ويحاول العودة إلى مذاكرته، وتنجح المحاولة ولكن لدقائق معدودة لا يلبث بعدها أن يعود إلى أحلام اليقظة من جديد. وتتكرر المحاولة للإنجاز، ويتكرر السرحان في حلم اليقظة من جديد.ولنقيس هكذا على باقي الفئات مختلف الأعمار.   

تعريف أحلام اليقظة :

أحلام اليقظة بشكل عام هي نوع من الأحلام التي يمارسها الشخص أثناء النّهار، وتكون على شكل نشاط عقلي تخيّلي، وقد تعود أسبابها إلى دوافع عقليّة أو نفسيّة أو عاطفيّة أو اجتماعيّة، وهي تساعد على تحقيق التّوازن. وأغلب من يستخدم هذه الوسيلة هم المراهقين للتعبير عن أنفسهم وميولهم. 
وهي عادةً ما تكون لفترات قصيرة متقطعّة، ولكنها قد تمتدُّ لحد الإستغراق؛ وقد تتطوّر لتصبح حالة مرضيّة، وهي الحالة التي لا يستطيع فيها الإنسان التميّيز ما بين الواقع وبين أحلامه لشدّة استغراقه فيها وطول فتراتها.
وهي عبارة عن استجابات بديلة للاستجابات الواقعية فإذا لم يجد الفرد وسيلة لإشباع دوافعه في الواقع فإنه قد يحقق إشباعا جزئياً عن طريق التخيل وأحلام اليقظة وبذلك يخف القلق والتوتر المرتبط بدوافعه.
فالفقير يحلم بالثراء والفاشل قد يتخيل أنه وصل إلى قمة المجد، وبعض التخيلات تكون هي الدافع الأساسي لأن تكون عينا الشخص تنظران إلى الخيال.
و يلجأ معظم الناس إلى أحلام اليقظة أحيانًا، ولكن الأسوياء سرعان ما يعودون إلى الواقع، أما الاستغراق الشديد فيها إلى درجة استنفاد جزء كبير من الطاقة النفسية، فذلك يؤدى الإسراف فيها بشكل عصابي مرَضي، قد ينتهي إلى العجز عن التمييز بين الواقع والخيال. و طبعا عن طريق أحلام اليقظة والإصرار على تحقيقها قد يمكن للشخص الوصول لما اراد أو يمكن الاكتفاء بالتخيل فقط. 
تحولها إلى الواقع يعتقد ان بعض هذه الأحلام قد تتحول إلى واقع تطابقا مع قانون الجذب، وقد تتحول إلى حقيقة، ولعل كثير من العلماء العباقرة بدأت عبقريتهم بنوع من أحلام اليقظة الذي صار واقعًا، وأصبح نافعًا للناس جميعًا، فمعظم المخترعين الكبار كانوا يعيشون أحلامًا يقظة موسّعة، ولكنها كانت مفيدة وهادفة.
أحلام اليقظة في علم النفس :

تُعرف أحلام اليقظة في علم النفس بأنّها أحداث تنسجها مجموعة من الخلايا العصبية في الدماغ تجعل الشخص يعيش حالة من المغامرات التي تصوّر للفقير بأنه كثير الثراء مثلاً ممّا يجعله يشعر بالسعادة، أو تصوِّر للشخص قليل الحظ بأنه من أكثر الناس نجاحاً ويرى الشخص نفسه يحقق الكثير من الطموحات التي لا يستطيع تحقيقها في واقعه، وهي تساعد الشخص على وضع أهدافه والعمل جاهداً للوصول إليها. والخلايا العصبيّة تتميّز بأنها تكون متوقّفة عن العمل خلال الوقت الذي نكون فيه مشغولين بالقيام بواجباتنا اليومية، وما إن يصبح الشخص متفرغاً تبدأ هذه الخلايا بإرسال صور وإشارات تجعلنا نرى خيالاتٍ لأمور محبّبة لدينا، وتجعلنا نمزج بين واقعنا وبين أسرارنا الداخلية.
وأحلام اليقظه علميًا هي  هي إعمال الذهن في تحقيق الرغبات، بما يحقق إشباعاً على مستوى الخيال،  أو هي علميا ليست أحلام بالمعنى الحرفي على قدر ما هي تركيز الإنسان بشيء ما والغوص به فكرياً حتى يكاد يكون منفصلاً عما حوله تماماً .
 









الأسباب التي تؤدي إلى حدوث أحلام اليقظة:
اولاً: الإحباط (بالإنجليزية: Frustration)‏   
وهو فشل الإنسان في الوصول إلى هدف ما، المصاحب بشعور وجداني بالخيبـة والهزيمـة. وقـد يعي الإنسان هذا الشعور، وهو الإحباط على مستوى الوعي، وقد لا يعيه، وهو الإحباط على مستوى اللاوعي.
ونظراً إلى أن الشباب طاقة وتطلع وأمل وطموح، فهم أكثر الناس سعياً وراء الأهداف، وعملاً لتنفيذها، فإذا أصاب الهدف كان النجاح، وإذا لم يصبه كان الفشل والإحباط. لذلك، فالشباب أكثر الناس عرضه للإحباط، خاصة في الوقت الحالي، إذ تتعدد المتغيرات، والمغريات المادية والمعنوية، أمامهم، وجعلهم ذلك يتطلعون إلى أشياء كثيرة لا يستطيعون الوصول إليها دفعة واحدة، بقدراتهم الخاصة، قد يصلون إليها بعد وقت طويل، وهم لا يستطيعون صبراً!! فكيف يصبرون طويلاً وقد اعتادوا في حياتهم سرعة الإنجاز!! ألا يديرون قرصاً في جهاز سحري يصلهم بأبعد المناطق يسمى التليفون (الهاتف)؟! ألا يديرون مفتاحاً سحرياً لجهاز ينقل لهم ما يجري في كافة أنحاء المعمورة عبر أقمار صناعية، يسمى التليفزيون؟! وجهاز آخر يقلب لهم صفحات الكتب وينقلها إليهم من المكتبات التي تقع في النصف الآخر من الكرة الأرضية يسمى الكومبيوتر؟! بل ويصلهم بالعالم كله وينقل الأحداث.
 بل ويشركهم فيها من خلال الإنترنت. من هنا كان إحباط الشباب، فله طموحات تتطلب وقتاً طويلاً وهو متعجل متحمس، فتصطدم هذه بتلك (العجلة والسرعة ببطء الإنجاز الشخصي) ويحدث الإحباط. ويكون الحل في أحلام اليقظة، يحقق خلالها ما فشل فيه واقعياً.





ثانياً: عدم الثقة بالنفس (بالإنجليزية: Lack of Self Confidence)‏ 
يوجد بعض الشباب الذين لا يثقون بأنفسهم وقدراتهم، وقد يكون لذلك أساس موضوعي لدى القلة القليلة منهم، بينما لدى أغلبهم ليس له ما يبرره، غير أنه وُرِّث إليهم من أباءٍ قساة كثيرو الانتقاد (لا يعجبهم العجب)، أو هو مجرد عدوان تجاه النفس، فيحط الشاب من ثقته بنفسه، وتكون صورته، عن نفسه، مطابقة لذلك، فيلجأ إلى تعويض هذا الشعور بالنقص، على مستوى الخيال، فيغرق في أحلام اليقظة.
ثالثاً: عدم القدرة على التكيف 
كثيراً ما يتصادم الشباب بمن يكبرونهم سناً، سواء في البيت، من الآباء والأمهات، أو في معاهد العلـم، مـن الأساتـذة والقائمين على تعليمهـم، أو في أماكن العمل. 
ويثور الشباب بأن الكبار لا يفهمونهم، ويرد الكبار بأن هؤلاء الشباب متمردون ثائرون، ويحتدم الصراع في نفس الشاب، ونظراً إلى أنه الطرف الأضعف، في هذا الموقف، إذ يملك الكبار مقاليد الأمور؛ فهو صاحب الشكوى، وهو غير قادر على التكيف، وسيحل ذلك في أحلام اليقظة، إذ يحلم بيوم تؤول فيه السلطة إليه، ويصلح بها ما فسد من الكون (من وجهة نظره).








النتائج المترتبة على الإغراق في أحلام اليقظة 
إن الإغراق في أحلام اليقظة، يعطي الشاب شعور بالرضا عن نفسه، ويجعله يعوض الواقع بالخيال، فيكون كالمدمن (بالإنجليزية: Addict)‏ سواء بسواء، فالمدمن يلجأ إلى مادة مخدرة ملموسة يتعاطاها للهروب من الواقع، وصاحب أحلام اليقظة يمارس أحلام اليقظة هروباً من الواقع، كذلك. فكلاهما يهرب من واقع مؤلم، إلى خيال متسع، سرعان ما يعود منه إلى الواقع ليجد الواقع وقد أصبح أكثر صعوبة، وكلما تكرر الهروب وطال، كلما أصبح الواقع أكثر إيلاماً.
إن الضائع في أحلام اليقظة هو نفي لوظيفة الانتباه، وهي وظيفة عقلية معناها توجيه يقظة الشخص تجاه مثير معين، أو هي ما نطلق عليه، بوجه عام، القدرة على التركيز في شيء معين (مثير). ومن هنا، يصبح الشخص لا يعطي اهتمام بما يفعله، فلا يدركه، ولا يسجله في ذاكرته. وهذه شكوى كثير من الناس، في جميع الأعمار، أنهم ينسون كثيراً من الأحداث (أو المذاكرة)  والنسيان، هنا، لأنها لم تسجل أصلاً في الذاكرة، فالتسجيل يتطلب الانتباه، وهو وظيفة تُفْقَد عندما يشرد الشخص في أحلام اليقظة.
وعندما يغرق الشخص في أحلام اليقظة، يهبط مستوى إنجازه الوظيفي أو الدراسي، ويرى نفسه وقد أصبح بطيئاً، فيتهم نفسه بالغباء، ويقل اعتباره لذاته وثقته بها، ويزداد إحباطه وتزداد أحلام يقظته، لتعويض هذا النقص الواقعي، ولكن هذا يزيد من عجزه أكثر، وتهتز ثقته بنفسه أكثر وأكثر. وهكذا، يدخل في دائرة فارغة قد تنتهي به إلى التوقف والعجز التام، إضافة إلى ما قد يصاحب ذلك من الاكتئاب، الذي قد يصل إلى الانتحار، أو معاودة الهروب، بطريق آخر، قد يكون طريق الإدمان.
وأحياناً تزداد حدة أحلام اليقظة لدى بعض المراهقين لدرجة معايشتها، كالمراهقة التي تسمع صوت الفتى الذي تحبه، على الرغم من أن ذلك غير حقيقي، وهذا خيال عقلي (بالإنجليزية: Mental Image)‏ قد يجعلها تُتّهم خطأ بالجنون، لا من مخالطيها فقط ولكن، من بعض الأخصائيين قليلي الخبرة، بمثل هذه الحالات .
أحلام اليقظة طبيعية أو مرضية وحدود كل منها 
لا شك أن كل إنسان يعيش جزءاً من حياته اليومية في تخطيط لِما سوف يصنعه في يومه أو غده، ولكن ذلك لا يستغرقه بدرجة يتعطل معها إنجازه أو يتعوق. إن الاختراعات العلمية الكثيرة التي نعيشها، الآن، كحقائق مادية ملموسة، كان أغلبها، يوماً ما، مجرد حلم يقظة في ذهن مخترعيها. ألم يكن حلم يقظة أن يسير الإنسان على سطح القمر؟ هذه هي أحلام اليقظة الطبيعية، تخيل لِما يمكن أن يكون، من دون أن تطغي على الإنجاز الوظيفي للإنسان. ومن ذلك يتضح أن أحلام اليقظة عندما تعطل أداء الشاب لوظائفه وتعزله عن الواقع فهي مرضية.
العلاقة بين وظيفة التفكير، وأحلام اليقظة:
 تُعرف وظيفة التفكير (بالإنجليزية: Thinking)‏ بأنها إعمال الذهن، بحيث تتوارد الأفكار فيه من دون نطق بها. ويشترط لوظيفة التفكير السوية، أن يكون للتفكير هدف يقصده ويقصد إليه الشخص المفكر. أمّا أحلام اليقظة فلا هدف لها سوى الهروب من الواقع إلى عالم من الخيال، من دون العودة منه بشيء يفيد في تغيير الواقع.
أنواع الأحلام في علم النفس:
صنّف العلماء أنواع الأحلام في علم النفس إلى 10 أصناف، وهي كما يلي:
1- أحلام اليقظة: وهي الأحلام التي تحدث بين حالة اليقظة الكاملة وبداية النوم، وغالبا ما يكون ذلك عندما يسرح المرء بخياله وينفصل تماماً عن الواقع المحيط به.
2- أحلام اليقظة الكاذبة: وهي الأحلام التي تُوهم الشخص بأنه استيقظ من نومه وباشَر بممارسة نشاطاته اليومية، ثم يكتشف أنه نائم.
3- الأحلام الجليلة: وهي الأحلام التي يُدرك الشخص خلال حدوثها أنه يحلم، ثم يختار بين إكمال الحلم والتحكم بأحداثه أو الاستيقاظ من النوم.
4- الأحلام المتكررة: وهي الأحلام التي يتكرر وقوعها باستمرار مع بعض التغييرات البسيطة في أحداثها، وقد فسّر علماء النفس هذا النوع من الأحلام بأن الشخص يواجه مشكلةً ما ولم يتمكّن من معالجتها، في حين تتوقف رؤيته لهذه الأحلام بمجرد حل المعضلة.
5- الأحلام المتطورة: وهي الأحلام التي تكتمل أحداثها على مدار الليالي المتتالية، وكأنها تصنع سلسلةً مترابطة من الأحلام.
6- الكوابيس: وهي الأحلام المُخيفة والمُفزعة، وتُعد من أكثر أنواع الأحلام في علم النفس شيوعاً، وقد فسّر علماء النفس حدوث الكوابيس بالضغوط النفسية التي يعيشها الإنسان، مُشيرين إلى أن المرضى النفسيين والأفراد الذين يعانون من الاكتئاب مُعرّضون لرؤية الكوابيس أكثر من غيرهم.
7- الأحلام المتبادلة: وهي الأحلام التي يراها شخصان في الوقت ذاته، وعادةً ما يحدث ذلك نتيجة اشتراك هذين الشخصين بالعمل والهدف ذاته.
8- أحلام الإشارات: وهي الأحلام التي تُشكّل إشارةً إرشاديةً تُساعد الشخص على اتخاذ أفضل القرارات العالقة التي يحتار لأمرها، وعادةً ما يتمنى الأشخاص رؤية هذا الصنف من أنواع الأحلام في علم النفس للتخلص من التفكير الزائد بمشكلاتهم.
9- أحلام الشفاء: وهي الأحلام التي تُنبئ الشخص بإصابته بمرض معين، بحيث يكون هذا الحلم بمثابة رسالة تحذيرية من الجسم إلى الدماغ، وغالباً ما تكون هذه الأحلام حقيقية، وعلى الفرد أن يُوليها اهتمامه قبل تفاقم المشكلة الصحية لديه.
10- الأحلام الملحمية: وهي الأحلام التي تحتوي على أحداث كونية لا يستطيع الشخص نكرانها، ويشعر بعدها بأنه عاش تجربة أدّت لتغيير الكثير في حياته، وربما يظل الحلم عالقاً في ذاكرته لأعوام عديدة بعد حدوثه.
وبحسب ما ذكره موقع محتوى، فإن آراء علماء النفس ما زالت تختلف حول ماهية الحلم وطبيعته، لكنهم اتجهوا إلى تفسير الحلم بأنه انعكاس لما يرغب الشخص بفعله في الواقع.
أنواع الأحلام في الدين الإسلامي:
 أنواع الأحلام في الإسلام والتصنيف الذي يتبنّاه فلاسفة المسلمين للرؤيا على النحو الآتي:
بعض الرؤيا تكون من وحي الله تعالى.
بعض الرؤيا يكون من إلهام الملائكة.
بعض الرؤيا يكون أضغاث أحلام.
ويعزو رجال الشرع الرؤيا الصادقة إلى الله سبحانه وتعالى، كونه يخلق الأشياء في قلب النائم وحواسّه كما يخلقها في اليقظة.
ويرى آخرون أن الرؤيا الصادقة تحدث للشخص حينما يكون نائماً ذاهب العقل والحس معاً، ولكن النائم تبقى نفسه متنبّهة وتقوم مقام الحواس من السمع والبصر واللمس، فهي تظل يَقِظة حتى وإن ذهب عقله وحِسُّه الذي يُدرك به.
ومن وجهة نظر الفلاسفة، فإن الحواس تنقل للنفس صور المحسوسات، وبالتالي تنشغل النفس بالتفكير في المحسوسات أثناء اليقظة، وبينما تتوقّف الحواس عن وظيفتها عند النوم، تتفرّغ النفس للتفكير فيما وراء الحس من الجواهر الروحانية العقلية الشريفة، ويُشير الفلاسفة إلى أنه لَمِن عناية الله بالعبد أن يُرسل له إنذاراً مُسبقاً من خلال الرؤيا لما يمكن أن يحدث له في المستقبل؛ كي يتهيّأ له قبل وقوعه ويدفع الشر عنه ما أمكن ذلك، وهذه الرؤيا من أهم أنواع الأحلام في الإسلام.
الفرق بين الرؤيا والحلم وحديث النفس:
ربما يعتقد البعض أنه ليس هناك صحة لوجود الفرق بين الرؤيا والحلم وحديث النفس وأضغاث الأحلام، وأن الحلم والرؤيا مُسمّيان للشيء ذاته، إلا أن الحلم يختلف عن الرؤيا وكذلك عن أضغاث الأحلام وحديث النفس، وفيما يلي نوضح لكم الفرق بين الرؤيا والحلم وحديث النفس وأضغاث الأحلام:
الرؤيا: الرؤيا الصالحة من الله تعالى، وتحمل في مكنوناتها رموزاً ودلالات إرشادية للرائي، بحيث يمكن تفسيرها وتأويلها.
الحلم: الحلم من الشيطان، ويُحدثه الشيطان للمسلم بهدف إصابته بالقلق والحزن، فقد قال تعالى في سورة المجادلة: "إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا"، ولعل هذه الآية من أقوى الأدلة على وجود الفرق بين الرؤيا والحلم وحديث النفس.
أضغاث الأحلام: هي مجموعة من الأحداث والكوابيس غير المفهومة وغير المترابطة فيما بينها، بحيث لا تحمل أي معنى ولا يمكن تأويلها.
حديث النفس: وهي الأحلام التي تعكس حديث الشخص لنفسه وما يجول بخاطره طيلة اليوم.
حقيقة الأحلام علمياً:
يبحث العديد من الأشخاص عن حقيقة الأحلام علمياً، وفيما يلي نُقدم لكم أبرز المعلومات التي تُجيب عن تساؤلاتكم حول حقيقة الأحلام علمياً، وفقاً لما ورد في الجزيرة.نت:
يرى الكثير من الخبراء أن الأحلام قد تعكس الواقع الذي يعيشه الإنسان؛ لذا فإنه لا بد من إيلاء الاهتمام للأحلام، الأمر الذي من شأنه أن يساعد الفرد على فهم ذاته بشكل أفضل.
وبحسب المنظور العلمي للأحلام، فإنها تحدث في إحدى مراحل النوم التي تُعرف بحركة العين السريعة، ومن وجهة نظر عالم الأعصاب الفنلندي آنتي ريفونسو، فإن معظم المشاعر التي يعيشها الشخص في حلمه تكون سلبية، وتتمثّل عادةً بالخوف والعجز والقلق؛ لذا فإن الأحلام قد تتُيح للفرد التخلص من هذه المخاوف ضمن بيئة منخفضة الخطر، كما أنها تساعد المرء على مواجهة المواقف الخطِرة- التي رآها في نومه- عندما تصبح واقعية في حياته.
ومن جانب آخر، قد لا تعكس الأحلام ما يعيشه الشخص ويُواجهه في حياته اليومية، إلا أنها تشير إلى مشاكله بطريقة ما، فمثلاً يمكن لكابوس يتمحور حول اختبار كتابي في المدرسة أن يشير لبعض المعضلات التي يواجهها الشخص في عمله.
ومن الجدير بالذكر، أن حقيقة الأحلام علمياً تُشير إلى أن الدماغ يمكنه تذكير الشخص ببعض الفترات التي عانى خلالها من الناحية النفسية؛ لعدم قدرته على فعل أمرٍ يخشاه، كخوفه من خوض امتحانٍ لم يستعد له بشكلٍ كافٍ، وهذا النوع من الأحلام يُسهم بزيادة الثقة عند الشخص لتجاوز الاختبار على أرض الواقع.
إن أنواع الأحلام في علم النفس تختلف عن أنواع الأحلام في الإسلام، فلكل منهما تصنيف يتبع الاختصاص والغرض منه، حيث يمكن الاستفادة من الرؤيا بتفسيرها، على عكس الحلم، وهو ما أوضحناه من خلال شرح الفرق بين الرؤيا والحلم وحديث النفس وأضغاث الأحلام في الإسلام، ولكن مهما شاهد الشخص ما يُزعجه من الأحلام أثناء نومه، عليه أن يفرح بالآثار الإيجابية للأحلام المُقلقة، التي تُخلصه من مشاعر الخوف والفزع، وذلك وفقاً لما ورد عن حقيقة الأحلام علمياً.

علاج أحلام اليقظة 
يتوقف علاج أحلام اليقظة على معرفة السبب، وإزالته، والعوامل المؤدية إليها. ولقد أشرنا إلى أهم الأسباب.
 فالشاب المصاب بالإحباط عليه أن يعرف العوامل، التي أدّت إلى هذا الإحباط، حتى يتخلص من هذا الشعور، الذي عادة يصاحبه الاكتئاب أو بعض أعراضه.
 وكذلك الشاب المصاب باهتزاز ثقته بنفسه، عليه أن يسعى لتأكيد ذاته وتقويتها بالارتباط بالواقع، لا بالبعد عنه. 
أما الشاب غير القادر على التكيف، فلن يجديه الهروب، وعليه أن يعمل في صبر، ويتكيف ما استطاع من دون أن يفقد ذاتيته، حتى تكتمل رؤيته للأمور التي هي لا بدّ صائرة إليه يوماً ما، وسيكون بيده إصلاحها إن أراد.
ولأن أحلام اليقظة تنشأ عن أسباب نفسية بحتة، فالعلاج نفسي بحت، يهدف إلى اكتشاف الأسباب، ومساعدة الشاب على تجاوزها، هذا إذا لزم الأمر مساعدته بواسطة أخصائي. (الثقة بالنفس) اساس العلاج للتخلص من أحلام اليقظة
إن أحلام اليقظة في مرحلة المراهقة  أمر طبيعي، هذه المرحلة من مراحل الشباب تتسع فيها دائرة أحلام اليقظة جدًّا، حتى إنها لتكاد أن تصل إلى استغراق الوقت كله، وجود أحلام اليقظة علامة صحية، أما الإكثار منها فيحتاج إلى نوع من المقاومة، لأنها قد تضيع عمرك كله فيما لا يعود عليك بالنفع لا في أمر دينهم ولا دنياهم، فبعض الناس قد يستمر لساعات طوال وهو مستغرق في أحلام اليقظة، وبعد أن ينتهي منها يشعر بأنه مستريح، لأنه حقق في نومه ما لا يستطيع أن يحققه في اليقظة والحقيقة، ومن هنا فإن أحلام اليقظة هي نوع من التنفيس عن نفسية الإنسان، خاصة إذا كانت لديه أمور لا يستطيع أن يحققها في الواقع، فإنه يلجأ إلى أحلام اليقظة ليحقق ما يريده وما يتمناه بسهولة ويسر.
بعض هذه الأحلام قد تتحول إلى واقع، وقد تتحول إلى حقيقة، ولعل كثير من العلماء العباقرة بدأت عبقريتهم بنوع من أحلام اليقظة الذي صار واقعًا، وأصبح نافعًا للناس جميعًا، فمعظم المخترعين الكبار كانوا يعيشون أحلامًا يقظة موسّعة، ولكنها كانت مفيدة وهادفة.
 ولذلك لا مانع من وجود أحلام اليقظة، ولكن ينبغي أن تُحددي لها حدًّا معينًا،.
وفي بعض الاحيان قد تتحول إلى حالة مرضية إذا أطلقنا لها العنان ولم نقف في وجهها، هي مفيدة عندما يعاني الإنسان من بعض الكبت في واقع الحياة، أو عندما يعجز عن تحقيق بعض الأمور، أما لو زادت عن حدها فإنها تعتبر حالة مرضية، خاصة وأنها تضيع بعض العبادات والطاعات.
اراء حول احلام اليقظة في الاسلام

فيما يتعلق بالحل والحرمة، فهي ليست حرامًا، لأنها نوع من حديث النفس، ولكن الحرام فيها إنما هو تضييع الوقت بلا أي فائدة، وقد يكون هذا وقت صلاة، أو كان من الممكن أن نستغل هذا الوقت في شيء نافع في قراءة القرآن، أو الأذكار أو الدراسة أو المذاكرة أو غير ذلك، أو طلب العلم الشرعي، أو التركيز على التميز العلمي، فهي في هذه الحالة قد يكون هذا خطرها، أما كونها هل هي حرام أو حلال؟ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم– قال: (لا يؤاخذكم الله بما حدثتم به أنفسكم) وهذه نوع من حديث النفس، فليس فيها شيء من ناحية الحرمة، ولكن كما ذكرتُ خطرها أنها تشغلك عن ذكر الله تعالى، وعن الصلاة، وعن الأشياء المهمة التي أنت في حاجة إليها.
قال الباحث الشرعي فضل محمد البرح اجابة عن سؤال: ما حكم أحلام اليقظة؟ وأن أتخيل أن لي زوجاً ولدي أولاد، وأعيش في قصر حياة الترف، وأني سيدة أعمال، وأوجه الأوامر للرجال الموظفين، هل أنا محاسبة، على هذه التخيلات؟
 قال: إن الحلم ما يراه النائم في نومه، واليقظة: نقيض النوم.
 فالجملة مركبة من نقيضين. وقد جاء في الحديث: “الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم حلما يخافه فليبصق عن يساره، وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره”، فالحلم: هو أن يرى النائم في حال النوم ما يخيفه ويفزعه. فأرشد النبي (صلى الله عليه وسلم ) ذلك إلى التعوذ. 
وأما الأحلام في حال اليقظة: فهي حديث النفس عن التطلع والطموح في تحقيق ما يرنو إليه الإنسان والتخطيط لذلك. 
وإذا تحققنا من الأمر نستطيع أن نقول عن أحلام اليقظة: هي المعبر عنها بطول الأمل. وهو الرجاء والحرص، حيث جاءت نصوص تذم طول الأمل، منها قوله تعالى: “ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون” وقال (صلى الله عليه وسلم): “لا يزال قلب الكبير شابا في اثنتين في حب الدنيا وطول الأمل”، قال ابن حجر في الفتح:
 الأمل: رجاء ما تحبه النفس من طول عمر وزيادة غنى،وهو قريب المعنى من التمني، وقيل الفرق بينهما: أن الأمل ما تقدم له سبب، والتمني بخلافه،
 وقيل: لا ينفك الإنسان من أمل فإن فاته ما أمله عول على التمني،
 ويقال: الأمل إرادة الشخص تحصيل شيء يمكن حصوله فإذا فاته تمناه.
 وقد تباينت أقوال العلماء في المراد بذم طول الأمل، وجماع ذلك: أن الأمل المذموم ما انطوت عليه أمور منها: إذا انشغل به عن الهدف الأسمى الذي خلق من أجله الإنسان وهي العبادة. 
أن يكون الإنسان حبيس التمني والآمال، ورهين الكسل والعجز،معرضا عن العمل والمفيد النافع.
 أن يكون منسيا لهموم الآخرة والاستعداد لها من ذكر الموت وسكراته وعذاب الآخرة، ويذم إذا كان سببا في الصد عن الحق والإعراض عنه، كذلك إذا جعل الأمل صاحبه معلقا بالتسويف والغفلة والتواني عن فعل الخير، ويكون مذموما إذا كان باعثا على الدنيا وزخرفتها والحرص عليها عن طريق الحرام، وإذا ولد الأمل خشية من الفقر وعدم القناعة بما أعطي كان مذموما. ويكون الأمل ممدوحا إذا انضبط بأمور منها:أن يؤمل الإنسان في أن يسعى بخدمة الدين وأهله. وطلب العلم وتحصيله، أن يكون لأجل الاستكثار من الخير والعبادة، ودافعا على العمل والإقدام على المفيد النافع، أن يخطط للمستقبل بالوسائل الممكنة والأسباب المشروعة مع الثقة بالله تعالى والتوكل عليه سبحانه. 
وعليه فأحلام اليقظة لها نصيب مما ذكر، وتكون مذمومة وتكون ممدوحة بناء على التفصيل السابق. 
فليس شيناً أن يفكر الإنسان في مستقبله ويخطط له بالوسائل المشروعة، والأخذ بالأسباب الممنوحة، ويؤمل أن يكون له مكانة في مجتمعه وريادة في العمل، ويكون هذا تفاؤلا للتخلص من اليأس والإحباط التي تنتاب الشخص بين الفينة والأخرى، ولا يمكن للإنسان أن ينجح في حياته بدون تفكير وتخطيط،بل إن العشوائية والارتجال غالبا ما تولد مشاريع سرعان ما تجهض، إلا أنه يجدر أن يكون هذا التفاؤل في حدود الشرع والممكن بعيدا عن السلطاوية والشهوانية والتوسع فيما أحله الله تعالى لكل صنف على حسب مستواه وقدراته، وعلى الإنسان أن يراعي في ذلك حدود طاقاته وقدراته ومدى تحقق ذلك منه حتى لا يتطرق إليه اليأس ويكبح جمح تفاؤله.
 أحلام اليقظة ....هل هي هروب أم بداية الطموح؟
أحلام اليقظة "إشغال" الذهن لتحقيق الرغبات بما يحقق إشباعا على مستوى الخيال - أرشيفية
نسمع كثيرا عن أحلام اليقظة والحالمين الذين يشغلون أنفسهم بها لدرجة تصل بالبعض منهم أن ينفصل عن واقعه بشكل تام، فما هي أحلام اليقظة؟
يفسر العلم أحلام اليقظة على أنها إعمال "إشغال" الذهن لتحقيق الرغبات، بما يحقق إشباعا على مستوى الخيال، ويلجأ الأشخاص إلى خيالهم، ويشردوا فيه، كي يحققوا إشباعا لا يستطيعون تحقيقه في الواقع. وأحلام اليقظة من أهم ما يتميز فيه الشباب من ظواهر نفسية.
يعتبر البعض أحلام اليقظة خطوة أولى لطموح الشباب، بينما يراها بعض الخبراء مخدرا لا أكثر، أي أنه يتم استخدامها من قبل الشباب كالمخدرات للهروب من الواقع، ويؤكد أخصائي الطب النفسي زهير الدباغ هذا الكلام.


الخاتمة
قال أخصائي الطب النفسي علاء الفروخ الدباغ ": "لا ترتكز أحلام اليقظة على أساس علمي، ولا تعود بالفائدة على الإنسان".
ووافق أخصائي الطب النفسي الدباغ في كلامه، وقال ": "تعد أحلام اليقظة في بعض الأحيان بابا للهروب من الواقع، حيث يتخيل الإنسان الحالم في أحلامه أنه ناجح ومتفوق بعكس واقعه".
وساد الاعتقاد قديما بأن الأحلام عموما واليقظة خاصة هي مجرد تعبير عن تفكير الإنسان الباطني، لكن الدباغ أشار إلى أنها مجرد سراب، ونصح من يريد تطوير نفسه بالابتعاد عنها، والتفكير بمنطقية والتركيز على العمل لتحقيق الطموحات والأهداف.
وتتباين آراء الخبراء حولها ما بين هل هي مفيدة أم ضارة؟ غالبا هي ليست ضارة بحسب الدباغ ، لكنها عاد وقال إن "الأمر يتفاوت بين شخصا وآخر"، وربط بين مدى قرب هذه الأحلام من واقع الشخص وبين الضرر المتوقع منها.
وأشار الدباغ: "إلى أنها تترافق أحيانا مع اضطراب الهوس فيتخيل الإنسان الحالم نفسه عظيما وله قوة وقدرات خيالية".
وذكرت دراسة علمية حديثة أن الج
زء المرتبط بأحلام اليقظة في المخ يمكن أن يسمح لنا بأداء مهام معينة بشكل تلقائي، بطريقة تشبه عمل جهاز الطيار الآلي المستخدم في رحلات الطيران.
وبحسب الدراسة نفسها تنشط مجموعة من مناطق المخ تعرف باسم "شبكة الوضع الافتراضي" أو اختصارا بـ "دي إم إن"، حينما يكون الشخص في حالة أحلام يقظة أو يفكر في الماضي أو المستقبل.
وتوصل الباحثون في جامعة كامبريدج البريطانية، إلى أن تلك الشبكة تسمح لنا أيضا بأداء مهام بطريقة آلية، إذا ما كنا نؤدي مهمة معتادون عليها، مثل القيادة على طريق مألوف لنا.
ويأمل الباحثون في أن تساعد تلك النتائج الأشخاص، الذين يعانون من أمراض نفسية.
اعداد: رزكار نايب محمد
2234 مشاهدة
9/25/2022 12:52:02 PM
الاقسام

© Copyright 2018 All Rights Reserved.