لا يتذوقها إلا عباد الرحمن
لا يتذوقها إلا عباد الرحمن
لذة وحلاوة العبادة «أن المسلم له من العبادات كثيرة وقيَمة وكل عبادة منها تصاحبها مشقة بقدر تحمل العبد لها، ولكن ليتذكر كل واحد منا أمرا ليس لأحد غيره ولا يشعر به إلا هو، وهو نتيجة حتمية لمن أدى العبادة على وجهها، إنه لذة وحلاوة العبادة نعم أيها الأحبة للعبادة لذة وحلاوة لا يتذوقها إلا عباد الرحمن، فبعد العبادة والتعب والنصب لينظر الواحد منا كم من الراحة وكم من الطمأنينة وكم من الشعور الطيب في القلب؟»
والشعور بهذه الحلاوة واللذة أن رسول الله (ص) فأطال الصلاة حتى تفطرت قدماه، وقام الصحابة من بعده بالصلاة والجهاد فوجدوا هذه النتيجة فعبدوا الله تعالى بشتى العبادات، ولم يكن زمانهم كزماننا من راحة وخمول فكانوا في رمضان رهبان ليل وفرسان الجهاد في النهار، وما حملهم إلا حب العبادة ولقاء الله تعالى ورجاء الحصول على الثواب من الله. ثم تساءل «هل جرب العصاة العبادة؟ هل جربوا الوقوف بين يدي الله تعالى، هل شعروا بعد صلاتهم بأنهم أدوا واجبا يترك في القلب أثرا من الراحة، لقد طلبوا الراحة في النوم والخمول وترك الصلاة والصيام ولكن انظر إلى وجوههم وانظر إلى قلوبهم لا راحة ولا طمانينة، فهنيئا لأصحاب العبادة شعورهم بلذة العبادة، نعم تلك اللذة التي يجدونها بعد كل عبادة فإذا قرءوا القرآن اطمأنت قلوبهم ووجدوا لذة وحلاوة وذلك بعد كل عبادة صيام وصلاة وصدقة وزكاة وهكذا»، ورحم الله عمر بن الخطاب(رض) حيث قال:» وجدنا خير عيشنا بالصبر».
ومن أراد أن يعرف ذلك فلينظر المسلم وهي دعوة للعمل والطاعة ، لينظر المسلم في حاله في نهاية كل عبادة يفرح والمقصر يشعر بالخجل والذنب وعدم انشراح الصدر لتقصيره في طاعة الله تعالى، وأما تارك العبادة فقلبه أسود وقد أغلق على قلبه بسبب الران الذي على قلبه، فالعمل العمل الآن لتجد حلاوة الإيمان.
ينبغي على المسلم في عبادته بين أمرين بين الخوف والرجاء، يخاف عقاب الله على ذنوبه، ويرجو رحمة ربه، وعليه أن يتهم نفسه بالقصور في الطاعة فمتى ادعى الكمال والتمام خسر»، وذلك لحديث أنس: «أن النبي (ص) دخل على شاب وهو بالموت، فقال: كيف تجدك؟ قال: والله يارسول الله إني أرجو الله، وإني أخاف ذنوبي، فقال رسول الله (ص): لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن، إلا أعطاه الله ما يرجو، وأمنه مما يخاف».
نعم هكذا عباد الله يجب أن نكون نخاف من ذنوبنا فإنتهز هذه الفرصة العظيمة لتكفير الذنوب وأبدأ من الآن وتب الى الله عز وجل ، وفي نفس الوقت نرجو ما عند الله تعالى. فرجاؤنا كبير وعظيم لأن الله تعالى رحيم وغفور ولطيف بعباده وما على العبد إلا أن يرجع إلى ربه سبحانه تعالى. وأشار توفيق إلى «أن هناك فئة من الناس قد قست قلوبهم ويحسبون من المسلمين لو أحصي عدد المسلمين وهم لا يصلون ولا يصومون ولا يعرفون مصحفا ولا إلى المسجد طريقا، والآن هو وقت وزمن للتوبة والرجوع إلى الله تعالى فمتى؟ ألم يسمعوا نداء الحق يرفع خمس مرات في اليوم؟ ألم يروا أعداد المصلين يزدحمون عند أبواب المساجد؟ ماذا يتنظر هؤلاء؟ نسأل الله تعالى لهم الهداية والتوبة».
«اعملوا وتناصحوا فيما بينكم لا سيما الذين يعيشون بيننا في البيوت ولا يصلون أو يصومون فهؤلاء لايجوز إعطاءهم شيء يأكلونه فنعينهم على معصية الله تعالى ما لم يكن لهم أي عذر شرعي، والواجب أن ينصحوا ويذكرون بالله تعالى».
منقول وبتصرف
|