ما هو زمن الرويبضة
ما هو زمن الرويبضة
الرويبضة؛ هو الرجل التافه، أو الفاسق الذي يتكلّم في أمر وشؤون العامة،
صفات الرويبضة يُعرف الرويبضة بأنه الإنسان العاجز الذي رَبَض عن معالي الأُمور؛ أي قعد عن طلبها، وهي تصغيرٌ لكلمة رابضة،
وقيل: هو الرجل الذي لا يُنظرُ إليه، ولا قيمة له، ويتكلّم فيما شاء من أمور العامة، ويرفع من يشاء من الناس، ويحطّ من يشاء منهم، ويحوّل الرأي العام بما يتناسب مع جهله وهواه وسواد قلبه، وهذا الرجل لا يكون من أهل الإيمان أو العلم
ومما ورد في صفات الرويبضة ما يأتي: الفسق وهو مع ذلك يتكلّم بأمر الجماعة والعامة مع عدم قُدرته على ذلك؛ لفساد ذلك الزمن،
ويكون من أتفه وأصغر الناس وأخسّهم الصّغر في العلم والقدْر والعقل ويكون من السُّعداء بالمناصب والأموال بعيداً عن الله -تعالى-
ومما جاء من صفاته المذكورة في بعض الأحاديث أنه الشخص السفيه، الفاسق، التافه، الخسيس، الوضيع،
بالإضافة إلى أنّه الشخص الذي لا يؤبَه له.كثرة الكلام مع التوسّع فيه من غير احتياطٍ أو احتراز لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (وإنَّ أبغَضَكم إليَّ وأبعَدَكم منِّي في الآخرةِ أسوَؤُكم أخلاقًا المُتشدِّقونَ المُتفيهقونَ الثَّرثارونَ).
إنّ زمن الرّويبضة يكون بعد أن يظهر الدّجال، فقد ذكر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ذلك الأمر أمام الصّحابة الكرام عندما سألوه عن الرويبضة، فقال: (إنَّ أمامَ الدَّجَّالِ سِنينَ خَدَّاعةً)،
ويُبيّن الحديث أن ذلك من علامات الساعة؛ فتنعكس الأحوال، وتفسد أمور الدين والدُنيا، فيُصدَّق الكاذب، ويُكذَّب الصادق، وغير ذلك من انقلاب الموازين والأحوال.
حال الناس في زمن الرويبضة جاءت الكثير من الأحاديث التي تُبيّن صفات وأحوال الزمن الذي يكون فيه الرويبضة، وفيما يأتي بيانها:
تأمين الخائن، وتخوين الأمين، وتصديق الكاذب، وتكذيب الصادق ومنه قول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ، ويخَوَّنُ فيها الأمينُ، وينطِقُ فيها الرُّويْبِضَةُ. قِيلَ: وما الرُّويْبِضةُ؟ قال: الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ). وجاء عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّ الأمانة هي أول ما يُفقد في هذه الأُمّة، ويكون تضييع الأمانة بإسناد الأُمور إلى غير أهلها، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (إذا ضُيِّعَتِ الأمانَةُ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ، قالَ: كيفَ إضاعَتُها يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: إذا أُسْنِدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ)، وتُقبض من الرجل بشكلٍ تدريجيّ، ثُمّ تُقبض كلها منه. قلة التّثبّت بحيث يكثرُ فيها الظن، وينطق فيها الرويبضة. جعل المال في أيدي الحمقى اللئام ومنها قول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (لَيأتينَّ على الناسِ زمانٌ يُكذَّبُ فيه الصادقُ، ويُصدَّقُ فيه الكاذبُ، ويُخوَّنُ فيه الأمينُ، ويؤتمَنُ الخؤونُ، ويَشهَدُ المرءُ ولم يُستَشهَدْ، ويَحلِفُ وإن لم يُستَحلَفْ، ويكونُ أسعدُ الناسِ بالدنيا لُكَعَ ابنَ لُكَعٍ لا يؤمنُ باللهِ ورسولِه)؛ فاللّكع عند العرب: هو العبد، ثُمّ أصبحت تُستعمل للذّم والحُمق. ومعنى الحديث: أنّ المال يتحوّل في آخر الزمان في أيدي الحمقى اللئام بني الحمقى اللئام، وأنهم يكونون أسعد بالمناصب الدنيوية، ونعيم الدنيا وملاذها والوجاهة فيها،
وهذا يدُل على قُرب الساعة، وأنّ صفات الزمن فيه دلالةٌ على الفساد بشكلٍ عام، فلا يُبالي الناس بالدين، ويركنون إلى الدُّنيا
فساد الزمان، وانقلاب الموازين حيثُ يتقدّم أمر العامة ويتكلّم في شؤونهم من يكون خبيث اللّسان، ويستعطف الناس؛ ليبني له مجداً، وينتشر النِفاق في ذاك الزمان.
https://mawdoo3.com/
|