المواضیع التربویة و الدعویة
تربية الأبناء على الدين

إن التربية والتعليم من المبادئ والمهمات الأساسية التي اهتم بها الإسلام ودعا إليها، حيث يمكن بواسطتهما بناء بنيان راسخ وقوي للأمة. فالتربية هي تنمية سلوك الفرد وترقيه نحو القيم العليا، وإنها لا تستقيم الا بالتعليم والعكس صحيح. وقد أكد القرآن الكريم على أهميتهما وأشار في عدد من الآيات إلى ذلك.

 وكان للتربية الإسلامية خلفية جسدية تهتم بأخلاق الفرد وتنمية القوى الجسدية وخلق المحارب وبث روح الفضيلة ،وغرس الصفات النبيلة عنده كالإخلاص والوفاء وكرم الضيافة ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في التربية( لاعب ولدك سبعا وأدبه سبعا واصحبه سبعا ثم اترك بعد ذلك).

فإن تربية الأبناء وتأديبهم بآداب الشرع من آكد المهمات التي ينبغي تعاون الأسر والمجتمع عليها.

وعلى الأبوين تحمل مسؤولية تربية الأبناء على الدين، ووقايتهم من النار، وأن يهتما بتعليمهم العقيدة الصحيحة، والأحكام الشرعية، والآداب الإسلامية التي يحتاجونها لينشؤوا نشأة إسلامية، فقد قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا {التحريم: 6}.

قال علي -رضي الله عنه- في تفسيرها: علموهم وأدبوهم. اهـ.

وقال تعالى: وأمر أهلك بالصلاة {طـه: 132}. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين. رواه مسلم والترمذي، واللفظ للترمذي.

قال النووي في شرح عال: قام بالمؤنة والتربية. اهـ.

وقد حث الشرع على تربية الأولاد، وحضهم من الصغر على تطبيق تعاليمه السمحة، لأن التعليم في الصغر أرسخ، ولهذا قالوا: التعليم في الصغر كالنقش في الحجر.

وقال الشاعر:  وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه.

فينبغي أن يربى الطفل منذ صغره على أخلاق المسلمين، وتطبيق تعاليم ما أمكن من الدين؛ ليسهل عليه ذلك ويتعوده من صغره.

فإذا عقل الخطاب ربي تربية تعبدية، فحدث عن الله وعن رسوله وعن الإسلام، وعود على الأذكار والتعوذات والأدعية المأثورة وعلى الأخلاق الفاضلة.

وبدئ بتعليمه القرآن والسنة، وما يحتاج له من أمور الدين، فإذا وصل السابعة أمر بالصلاة ورغب فيها، وضرب عليها عند العاشرة، فعن جندب بن عبد الله قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا. رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.

اعداد: حیدر الانباري

937 جار خوێندراوه‌ته‌وه‌
8/24/2024 8:32:01 AM

© Copyright 2022 All Rights Reserved.